مشاهد: دوقرن يوسف
تعرّضت قصبات تاريخية تعود للحكم المرابطي والموحدي، بمدينة زاكورة، للتشويه والتخريب، حيث كشفت مصادر عليمة، أن التخريب تمّ عن سبق إصرار، إذ تسبّب الجشع ومحاولة استغلال المواد الأساسية للقصبات، في ضياع معلمة ثقافية تاريخية تنتمي للتراث الإنساني، وذلك بعد أن تمّ اقتلاع الحجر الأساس في بناء وتثبيت جدران القصبات، ونقلها لاستعمالها في مكان آخر.
وقال يوسف بوكبوط، أستاذ باحث في المعهد العالي للآثار بالرباط، لـ “مشاهد”، إنّ عملية التخريب تمت بفعل فاعل، مبرزا أن القصبة ثم بناؤها بين القرنين 11 و14 أي إبّان فترة حكم المرابطين والموحدين، وأنه وقف على عملية التخريب التي طالت تلك القصبات بعد أن حلَّ بمنطقة زاكورة رفقة وفد أجنبي من جنسية ألمانية، لتعميق البحث واكتشاف المعالم التراثية والأثرية بالمدينة.
من جهة أخرى علق فاعل جمعوي بزاكورة لـ “مشاهد”، قائلا إن “القصبة أو ‘القصبات’ تنتمي للتراث الانساني الذي لا يمكن تثمينه، وهو ملك للمغاربة جميعا، بل للانسانية”، داعيا إلى تسليط الضوء على الموضوع وفتح تحقيق في هذه “الجريمة” الثقافية التي تسيء إلى تراث المغرب وتدمّر تاريخه العريق.
وتحفل منطقة درعة المغربية بتراث إنساني مادي ولامادي يمكن اعتباره كنزا قد يساعد على تشجيع السياحة بالمنطقة، فمملكة تكمدارت السعدية العريقة ومنطقة فم لارجام وآثار فم الشنا التاريخية وقصبة بني حيون التي تنتمي للفترة اليهودية بالمنطقة وغيرها، تصنّف ضمن التراث الانساني. لكن مثل هذه الحادثة، تجعل المتتبع يساءل دور وزارة الثقافة المغربية، التي صمتت حتى الآن عن هذا التخريب الممنهج لتراث المغرب، في منطقة تمثل العمق الحضاري للمغرب.