ابراهيم ايت املخير _فاعل مدني
لا يمر علينا يوم بالمغرب الا ونصطدم بفاجعة او فواجع. وكأن السمة الغالبة في المغرب هي الفواجع والحوادث المؤلمة : قتل السائحتين، وبعدها ذبح سيدة بكيفية فظيعة بنواحي خنيفرة.تلتها قتل شخص اربعيني بطعنات غدر بواسطة سكين حتى لفظ انفاسه ضواحي شفشاون. واخيرا وليس اخيرا حرق توأمان حديثي الولادة بالخميسات،لا ذنب لهما سوى انهما ولدا في مجتمع متأزم مريض يعاني من أعطاب اجتماعية تنخر جسده.
ان تسلسل هذه الاحداث كلها بوثيرة كبيرة تسائل كل السياسات التي نهجتها الدولة من أجل تحقيق الحكامة الامنية وترسيخ قيم التسامح والاختلاف والتضامن والتآزر الاجتماعيين.
ان كل هذه الاحداث ان دلت على شيئ فإنما تدل على فشل السياسات الاجتماعية للدولة مما زاد من وثيرة انتشار الجهل والامية والفقر المذقع وانعدام فرص العمل وتدني الاجور ؛ مما أدى الى ضعف القدرة الشرائية، وهو ما منع المواطن المغربي من مواكبة تنامي غلاء الاسعار بالنسبة للمواد الاولية التي تعتبر من الضروريات الاساسية للعيش، اضف اليها انعدام الخدمات الصحية. وغياب المؤسسات الحاضنة التي من شأنها ادماج كل الفئات بأختلاف اعطابها وعقدها في المجتمع.
ان الاحتقان الذي يعرفه المجتمع المغربي جراء ضعف الخدمات الاجتماعية وفشل السياسات الاجتماعية وانعدام التأطير وسياسة القرب في التعاطي مع هموم ومشاكل المواطنين كلها عوامل ستؤذي لا محالة الى كوارث اكثر حجما واكثر ضررا على المجتمع. وهي تشكل تهديدا للسلم والامن الاجتماعيين، ان لم تتدخل الدولة بسياسة ناجعة يتم اشراك كافة المتدخلين فيها من اجل بلورة مشروع اجتماعي يمكننا من محاربة كل ظواهر الارهاب والتطرف، التي ان لم تعالج بكيفية موضوعية ستعرقل لا محالة كل المخططات الرامية الى النهوض بأوضاع الوطن والمواطنين.
ان تهديد حق الفرد في الحياة وذلك عن طريق ازهاق روحه جريمة لا تغتفر ولا يجب تمريرها بسهولة ووجب معاقبة الجناة ، جزاء لهم و تحقيقا للردع العام. لكن انزال العقوبة على المذنبين وحدها لا تكفي لتحقيق الحكامة الامنية ومحاربة تنامي هذه الظواهر السلبية ، وانما يتم عن طريق القضاء على ظروف ومسببات هذه السلوكات السلبية،و التي تنخر مجتمعنا.
وذلك باستئصال الافكار المتطرفة من ينابعها. وانتهاج سياسة مجتمعية تحقق للفرد الاكتفاء الذاتي للعيش الكريم وتمكنه من مواجهة متطلبات الحياة التي لا تنتهي، وتسهل من ادماج الكل للعيش في وطن واحد يجمعنا ، وطن نحبه ونغار على استقراره وازدهاره ، وطن تسود فيه قيم الديمقراطية والحوار والتسامح والاختلاف والتضامن ..