زاكورة نيوز/ إدريس اسلفتو
تعد قصبة “امرديل “المتواجدة في واحة سكورة شاهدا على التمازج الحضاري بين الإثنيات العربية والأمازيغية والصحراوية والعبرية بإقليم ورزازات والجنوب الشرقي عموما، نظرا إلى شكلها المعماري المتميز، كالبناءات الشامخة التي تستمد خصوصيتها من الطابع المحلي ومن استعمالها للمواد التقليدية، والتي تؤرخ لفترات زمنية بعينها ولثقافة وحضارة بعينها.
قصبة امريديل بأبراجها المزخرفة بالطوب والمبنية من الطين والقش المحلي، يعتبرها المختصون في مجال المعمار بمنطقة درعة أجمل قصبة بواحة سكورة على الإطلاق.. تم بناؤها خلال القرن السابع عشر الميلادي من طرف السي محمد السكوري الناصري.
الجانب المحاذي لها والذي انهارت أجزاء مهمة منه والذي يدعونه القصر.. حسب رواية حفيده المسؤول الحالي عن القصبة تم هدمه مرتين من طرف الأعداء خلال فترة السيبة.. أما القصبة فقد كانت في عهد الاستعمار حسب ذات المصدر.. مقرا لتجمع المقاومين والوطنيين بل كانت مكانا لإخفاء الأسلحة و الذخيرة..
صور قصبة امريديل لا تخلو منها كتيبات السياحة ولا بعض المجلات التي تتحدث عن الجنوب المغربي إذ أنها مجرد صور للاستهلاك السياحي، وكان الأجدى بالإضافة إلى دورها في الاستقطاب أن يهتم بها كتحفة نموذجية للمعمار المغربي المنتشر في واحات النخيل بمنطقة درعة بصفة عامة.
امريديل التي ترتبط صورتها بورقة ” الخمسين درهما ” والتي لها جماليتها الخاصة رغم محاولات القيام بصيانتها من طرف وارثيها من أبناء الناصري إلا أنه من الضروري على الجهات المعنية بالمعمار أن تهتم بهذا الكنز المعماري بل والدفاع عنه ليسجل ويصنف كتراث إنساني تقتضي الضرورة الإبقاء عليه والعمل على ترميم ما يجب ترميمه و المحافظة على تميزه. لأنه من العار أن يكون الغرب وحده يهتم بتراثنا وثقافتنا بينما نحن عنها معرضون..
هذه التحفة المعمارية مازالت تصارع عواتي الزمان.. وقدرها أن تتواجد في منطقة تعيش تحت وطأة الإهمال والتهميش والتخلف بالإضافة إلى قساوة الطبيعة حيث الجفاف متواصل منذ عقود.. وهو ما حول وادي الحجاج إلى مجرد واد للحجارة و الرمال بعدما لم تعد تفيض سيوله منذ مدة باستثناء بعض العواصف الرعدية بين الحين و الآخر.
تزهو واحة سكورة بنخيلها وزيتونها.. لكن زهوها يكون أكثر وهي تحضن واحدة من التحف المعمارية المتميزة، والتي ترصع صدر هذه الواحة كقلادة من ذهب. و هي المشهد الجذاب الذي يجلب الأنظار ويجعل الزائر يقف في هذه المنطقة ليستمتع بإبداع متقن زاخر بالصور الجميلة منبعه الأرض ومواده من الأرض وظل مرتبطا بالأرض ليعطي لحب الأرض معنا يصعد مراتب عليا في أبعاد ارتباط الإنسان به.