الجمعة , مارس 28 2025

كل طائر بلحنه مطرب  

ابراهيم ايت سيدي

خلال الأيام الأخيرة هاته ، ومع اقتراب حمى جديدة لا ندري إلى ما ستؤول إليه عواقبها ، كثر القيل و القال  و اختلطت الحقيقة بالوهم وصارت أمور كثيرة في عداد المكشوف بعدما كانت مستورة في كواليس لا يعرفها إلا القليل.

يتساءل المرء كل يوم: هل نحن نعيش فعلا في مدينة أم في أقفاص بشرية ؟ نحن مخلوقات وجدنا أنفسنا فوق الأرض  و لا ندري هل نحن منها أم أتينا من كوكب آخر؟ هل نحن مخلوقات فضائية غريبة يفترض التعامل معها بشكل متناقض؟ ربما نحن كائنات في صورة إنسان.

إن وجودنا أصبح مشكلا بالنسبة للبعض و ولد لهم إشكالية دائمة ، بل طرد النوم من جفونهم. أصبحنا شبحا مرعبا لأن علينا أن نرى و نصمت و لا يحق لنا أن نثبت وجودنا.

كل هدا مرده أننا لم نعد نثق في من يقول الحقيقة ممن يجعلنا نعيش الوهم، والواقع أن هؤلاء يتمتعون بقدرات دهنية خارقة لجرك إلى مستنقع لا تستطيع الخروج منه ، وبارعون في هندسة المتاهات. إن الكثير من أصحاب و صانعي القرار في العالم  يتمتعون بقدرات تمثيلية رائعة  ولا ندري كيف لم تستطع هوليود الالتفات إلى هؤلاء.

نحن منا من سيدافع عن الحدود و من سيربي اجيالا، من سيبني ومن سيعالج مرضى…لكن كيف بنا نجد أنفسنا على هامش أحمر؟

ولجنا نهرا جميلا، قطعنا من خلاله مسافات طويلة، صعدنا بعدها إلى الضفة اليمنى بعد جهد مضن فسمعنا كلاما كثيرا و وعودا كبيرة تجعلك تشم رائحة النجاح عن بعد أميال قليلة، لكن شمعة الانتظار انطفأت فبات من الضروري الانتقال إلى الضفة الأخرى في الجهة اليسرى. أعادت القصة وقائعها و سمعنا كلاما أكثر حلاوة أحيانا لكن ظل الترقب هو مآلنا في أضخم صالة للانتظار زمانا و مكانا. انكشفت اللعبة و أصبحت كل الأمور بلا جدوى.

وبين الضفتين – بين الضفة اليسرى و اليمنى –  وجدنا أنفسنا تائهين فاخترنا أن نعود من حيت أتينا إلى وسط النهر ليحملنا بعيدا عن كثرة الفرق المتصارعة التي تعج بها كل ضفة  حيت تزعم كل فرقة أنها وحدها تقول الحقيقة و أن الاختلاف معها أمر غير محمود بل إنها بمثابة المنقذ التاريخي من هده الوضعية-المتاهة.

استمرينا في مركبنا نجدف أحيانا و نستريح أخرى، نتأمل  بين زرقة مياه متحركة و سماء مكسوة بغيوم جميلة علنا نتخلص من مخاوفنا و نتساءل: لمادا كل هدا الخوف من المستقبل؟ لمادا هده النظرة السوداء التشاؤمية؟ ألسنا جديرين بالتفاؤل و الأمل؟

إننا  نحتاج لمن يقول الحقيقة المفقودة أما الحياة فلن تخلو من مشاكل اعتيادية و منطقية ، ليس المشاكل المفتعلة التي يحلو للكثيرين إبداعها و الابحار فيها ضنا منهم أن فريقهم وحده فقط يلحن أفضل من الفرق الأخرى.

ويظل السؤال الأهم: مستقبلا داخل هده الفرق، من سيخلف من؟ من الأجدر بتحمل هده المسؤوليات الكبرى ؟

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *