في خطوة تنسيقية لافتة للنظر و ذات دلالات سياسية عميقة ’نظمت المجالس الإقليمية لكل من ورزازات و زاكورة و تنغير و الراشيدية و ميدلت أمس الاحد 05 مارس 2017 يوما دراسيا حول موضوع خدمة النقل المدرسي في المجالات التابعة للجهة ،احتضنه فضاء قصر المؤتمرات بمدينة ورزازات، تحت شعار: ” النقل المدرسي رافعة اساسية للحد من الهدر المدرسي ” ’و هو النشاط
الذي أشار إليه البلاغ الصحفي للمجالس الإقليمية الخمس باعتباره مؤطرا لاختصاص ذاتي من صميم اختصاصاتها .
اللقاء عرف حضورا نوعيا لممثلي المجالس الخمس ’و فعليا لرؤساء هاته المجالس ’ بالإضافة للدعم القوي للسلطات الجهوية والإقليمية متمثلا في حضور والي الجهة و عامل إقليم ورزازات بشخصيهما و رئيس الجهة ، كما حضره ما يقارب المائتين (200) شخص من فاعلين تربويين و شركاء اجتماعيين وفعاليات من المجتمع المدني و السياسي و منتخبين وغيرهم من الخبراء و ممثلي مختلف القطاعات الحكومية بالجهة ’ و افتتح بكلمات لوالي الجهة و رؤساء المجالس الإقليمية تم فيها التذكير بالاكراهات الأساسية التي يواجهها قطاع النقل المدرسي في المجالات التابعة للأقاليم الخمس، و خلالها تمت دعوة المشاركين لتقديم اقتراحات عملية كفيلة بتجاوز الوضعية الحالية لهذا القطاع في المجال القروي بالخصوص ،من أجل رسم معالم وأولويات مشروع تربوي اجتماعي متكامل على المديين القصير والمتوسط ’كما تم خلاله الاستماع لثلاث عروض متخصصة قبل المرور للورشات التكوينية ’و هي العروض التي تقدمت بها كل من الأكاديمية الجهوية لدرعة تافيلالت للتربية و التكوين و المديرية الجهوية للنقل و التجهيز و اللوجيستيك و إحدى الجمعيات الرائدة في مجال تسيير و تدبير أساطيل النقل المدرسي بإقليم الرحامنة و هي جمعية الرحامنة للخدمات الاجتماعية ’ العروض كانت بمثابة خارطة طريق بالنسبة للمشاركين باليوم الدراسي و قد تعرفوا من خلالها على تشخيص أولي حدد مجمل اكراهات و مشاكل و إحصائيات مرفق النقل المدرسي بالجهة و بالأهمية التي يكتسيها كمكون أساسي في قطاع التعليم و الإشكاليات التي يتخبط فيها التعليم عموما والتي تبذل فيها الدولة جهودا حتيتة لإيجاد حلول ناجعة له، ومنها ارتفاع مؤشرات الانقطاع عن الدراسة و الهدر في صفوف المتمدرسات الفتيات بالخصوص .
المبادرة التنسيقية بتنظيم هذا اليوم الدراسي من طرف المجالس الإقليمية الخمس ’و برمجة لقاءات أخرى مستقبلا كاللقاء الذي تنوي ذات المجالس تنظيمه يومي 15و 16 ابريل 2017 بمدينة زاكورة حول ” الفقر و الهشاشة “’تعتبر في حد ذاتها إجابة موضوعية جريئة و متفردة عن حالة الفراغ و الشلل الذي تميزت به المجالس المنتخبة جهويا منذ تقلدها زمام التدبير قبل عام ونصف ’رغم الصلاحيات الكبيرة التي منحتها لها القوانين التنظيمية الجديدة (111.14 و 112.14 و 113.14 ) المتعلقة بالجماعات الترابية و رغم الإمكانات المالية الضخمة التي خصصتها الدولة للإقلاع التنموي بمختلف الجهات ’دون نسيان رفع الوصاية التي كانت للسلطات العمومية سابقا على عملها و سلطة الأمر بالصرف التي أصبحت تتمتع بها بشكل حصري’و التي للأسف لم يتم استغلالها لا في تقوية جرعات التنمية بهذه الجهة المنكوبة و لا في إصلاح بناها التحتية المتخلفة و لا في النهوض بالخدمات العمومية لفقراءها ’ بقدر ما تم استغلالها في اقتناء السيارات الفارهة و مراكمة الامتيازات و توظيف ذويي القربى بالمناصب العليا في تبديد صريح لأموال أيتام الجنوب الشرقي المحرومين
.’و على العموم فالمشاركين باليوم الدراسي تمنوا من كل قلبهم بأن تنجح مبادرة المجالس الإقليمية الخمس هاته ’بل و أن تتطور لاحقا إلى مجموعة ” للتعاون البيجماعاتي بجهة درعة تافيلالت ” من أجل أن تجد توصياتهم بخصوص مختلف الإشكالات التنموية طريقها للتحقق الفعلي ’ خصوصا و أن رؤساء بعض هذه المجالس الإقليمية يملكون رصيدا نضاليا و شرعية مدنية و جمعوية لا تخطئها العين أبدا .
سليمان رشيد / ورزازات