زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
عبد الواحد دريوش-
هكذا، بحذق السياسي الذي يتقن مهارة صيد الفرص، أعلن السيد لحبيب شوباني، رئيس جهة درعة – تافيلالت، عن قراره “تعيين” المناضلة الأمازيغية المنحدرة من عمق جبال الأطلس الكبير الشرقي بتنغير، والمعروفة بمرافعاتها ضد التهميش والإقصاء التي تعيش في ظلهما ساكنة أفقر جهة بالمغرب، “سفيرة المواطنة” للجهة مع اتخاذه لقرار ضم هنو ماروش لوفد عن مجلس الجهة سيقوم قريبا بزيارة عمل لجمهورية الصين الشعبية.
قرار تعيين هنو ماروش “سفيرة المواطنة” الذي اتخده رئيس جهة درعة – تافيلالت يستوجب ملاحظات أولية نوردها كما يلي:
– لقد أعلن عن هذا القرار خلال مناقشة عامة ضمن فعاليات المنتدى الثالث لمؤسسة درعة تافيلالت للخبراء والباحثين الذي انعقد أمس السبت بمدينة ميدلت، وهي المناقشة التي وجهت فيها انتقادات لاذعة لمجلس الجهة الذي يرأسه لحبيب شوباني بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية لساكنة الجهة،
– لقد أعلن رئيس جهة درعة تافيلالت عن قراره هذا بشكل انفرادي دون الاحتكام للمقتضيات القانونية التي تستوجب على الرئيس إدراج المقترح ضمن جدول أعمال إحدى دورات مجلس الجهة الذي يرجع له إتخاذ قرارا من هذا القبيل،
– إن قرار تعيين هنو ماروش “سفيرة المواطنة” لم تستشر فيه المعنية بالأمر ولم يتم تقديم أي توضيحات بشأن “دفتر تحملات” هذا القرار بما يضمن للسيدة هنو ماروش حقوقها ويحدد واجباتها،
– إن قرار ضم هنو ماروش لوفد عن مجلس الجهة سيقوم قريبا بزيارة عمل لجمهورية الصين الشعبية لم يتم تدارس مدى واقعيته وكذا قابليته للتفعيل بالنظر للوضع الصحي للمعنية بالأمر والتي تعاني منذ سنتين من تداعيات أزمة صحية ألمت بها ولم تجد آنذاك بجانبها سوى بعض القلوب الرحيمة،
– إن قرار رئيس جهة درعة – تافيلالت يأتي في ظل تجادب سياسي بين الأغلبية والمعارضة بمجلس الجهة، تجادب وصل ذروته منذ بضعة أسابيع عندما تمكنت المعارضة من التفوق عدديا على أغلبية الرئيس لحبيب شوباني، لكن عاد الأخير منذ أيام فقط لاستقطاب بعض أعضاء من المعارضة في إطار ما قالت عنه الصحافة “صفقة” استعدادا لتمرير “المخطط الجهوي للتنمية” وكذا “المخطط الجهوي للتهيئة المجالية” في غضون شهر يوليوز المقبل،
– إنه قرار قال عنه رئيس الجهة بأنه جاء لتكريم إمراة مناضلة أمازيغية، وهو ما يستوجب من رئيس جهة درعة – تافيلالت الذي يستعد في غضون الأسابيع المقبلة لتقديم ما يعتبره “حصيلة إنجازات مجلس الجهة لثلاث سنوات” إبراز ما قام به مجلس جهة درعة تافيلالت لفائدة النساء بأفقر جهة بالمغرب وكذا لفائدة اللغة والثقافة الأمازيغية التي تعتبر لغة وثقافة أغلب ساكنة الجهة،
هذه ملاحظات أولية عن قرار انفرادي اتخذ خارج مؤسسة مجلس الجهة في سياق سياسي عام يتسم بطغيان الشعبوية وفي ظل اختناق تنموي تعيشه أفقر جهة بالمغرب.
