زاكورة نيوز البوابة الأولى للأخبار في زاكورة و في قلب الجنوب الشرقي المغربي
اهتزت السلطات، مطلع الأسبوع الجاري، على وقع حالة انتحار باشا مدينة تنجداد بالراشيدية، الذي عثر عليه مشنوقا بجذع شجرة. ولم يكد ينتهي الأسبوع حتى اهتز، أمس يوم الجمعة، جهاز الأمن الوطني على خبر انتحار ضابط أمن بقلعة السراغنة، والذي عثر عليه مشنوقا داخل مكتبه الوظيفي بمقر الدائرة التي يشتغل بها.
ويرى الدكتور علي الشعباني أن توالي عمليات الانتحار في صفوف عناصر السلطة غير مرتبطة بعامل محدد، على اعتبار أنه لا يمكن إرجاعها إلى ضغط العمل أو الاستفزازات التي يتعرضون لها سواء من لدن مرؤوسيهم أو في عملهم اليومي.
ويؤكد الأستاذ الباحث في علم الاجتماع، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “هناك أمورا أخرى قد تكون متزاوجة بين ما هو نفسي واجتماعي”، مضيفا أن هذه الأمور، بالرغم من المستوى الدراسي لرجل السلطة ووضعه الاجتماعي، “قد تكون أدت به إلى الاكتئاب وفقدان الأمل في الحياة ولا يرى سوى الانتحار كخلاص”.
الباحث الشعباني اعتبر أن وصول الإنسان إلى هذا العنف ضد الذات “يدل على أن هناك عوامل متعددة ومتشابكة ومتداخلة بين ما هو نفسي واجتماعي ومرضي واقتصادي وثقافي وحضاري”، لافتا إلى أن “تشريح أسباب الانتحار تظل خفية وتذهب مع الفرد الذي يقوم بهذه العملية، إذ تبقى التحليلات مجرد فرضيات فقط”.
وللتقليل من الظاهرة في صفوف رجال السلطة، يرى الشعباني أن مصالح وزارة الداخلية بات عليها “إثارة الانتباه إلى المشاكل والضغوطات التي يتعرض لها رجالها بشكل يومي، ووضع المنتمين إلى صفوفها أثناء التكوين أمام هذا الواقع”.
وذهب المتحدث نفسه إلى أن المنتمين إلى صفوف السلطة “لا يتحكمون في أنفسهم، إذ يشتغلون لساعات طوال، ناهيك عن كون التنقيلات تكون مفاجئة؛ وهي الأمور التي قد تتراكم على نفسيتهم وتؤثر فيها، بالإضافة إلى المشاكل العائلية والديون”. ومن ثم، فإنه يتوجب، حسب الباحث، على “السلطات الانتباه إلى هذه الإكراهات الموجودة في القطاع”.
وشدد الشعباني، ضمن تصريحه، على أنه من اللازم على هذه المصالح “خلال فترة التكوين ألا يتم التركيز على الأمور الإدارية فقط، وإنما أيضا على نفسية المنتسبين إليها، إذ يجب تهيئتهم نفسيا لمثل هذه الأمور الجديدة عليهم”.
