الإثنين , ديسمبر 23 2024
أخبار عاجلة

ھافینغتون بوست: خطاب العرش نموذج لتفكیر نقدي وتشخیص قوي لوضع البلاد

كتبت الیومیة الأمریكیة واسعة الانتشار “ھافینغتون بوست” أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة بتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمین، یتمیز بكونھ “نموذج یحتذى” لتفكیر نقدي وخطاب سیاسي جدید، یعكس تشخیصا قویا لوضع البلاد، في إطار مقاربة “نادرة في تاریخ المنطقة العربیة”.
وأبرزت الیومیة الأمریكیة المؤثرة، في مقال تحلیلي، أنھ ”من النادر في تاریخ الخطاب السیاسي في المنطقة العربیة وجود رئیس دولة معینة یقوم بتشخیص علني لبلاده وبكیفیة عمیقة ومباشرة“.
وأوضحت “ھافینغتون بوست” أن جلالة الملك “یقدم نموذجا مثالیا لنموذج جدید من الخطاب السیاسي من خلال خطابھ إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ18 لاعتلائھ العرش“، مشیرة إلى أن جلالة الملك لم یشر إلى القضایا الإقلیمیة والدولیة، التي یحظى فیھا المغرب بثقة العدید من الحلفاء، واختار أن یركز خطابھ على الوضع الداخلي”.
وأبرز المقال التحلیلي، في ھذا الصدد، أن جلالة الملك قال، في خطابھ، إنھ “بقدر ما یحظى بھ المغرب من مصداقیة، قاریا ودولیا، ومن تقدیر شركائنا، وثقة كبار المستثمرین، ك“بوینغ“ و“رونو“ و“بوجو“، بقدر ما تصدمنا الحصیلة والواقع، بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعیة، حتى أصبح من المخجل أن یقال أنھا تقع في مغرب الیوم”.
وقال جلالة الملك “فإذا كنا قد نجحنا في العدید من المخططات القطاعیة، كالفلاحة والصناعة والطاقات المتجددة، فإن برامج التنمیة البشریة والترابیة، التي لھا تأثیر مباشر على تحسین ظروف عیش المواطنین، لا تشرفنا، وتبقى دون طموحنا”.
وأضاف جلالة الملك أنھ ”على سبیل المثال، فإن المراكز الجھویة للاستثمار تعد، باستثناء مركز أو اثنین، مشكلة وعائقا أمام عملیة الاستثمار، عوض أن تشكل آلیة للتحفیز، ولحل مشاكل المستثمرین، على المستوى الجھوي، دون الحاجة للتنقل إلى الإدارة المركزیة“.
وأشارت “ھافینغتون بوست” إلى أن خطاب جلالة الملك ”خصص عبارات قاسیة للطبقة السیاسیة“، مؤكدا أن ”ممارسات بعض المسؤولین المنتخبین، تدفع عددا من المواطنین، وخاصة الشباب، للعزوف عن الانخراط في العمل السیاسي، وعن المشاركة في الانتخابات. لأنھم بكل بساطة، لا یثقون في الطبقة السیاسیة، ولأن بعض الفاعلین أفسدوا السیاسة، وانحرفوا بھا عن
جوھرھا النبیل“.
وقال جلالة الملك، في ھذا السیاق، إنھ ”وأمام ھذا الوضع، فمن حق المواطن أن یتساءل : ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعیین الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانون ھم في واد، والشعب وھمومھ في واد آخر ؟“.
وأوضح جلالة الملك بالقول ”غیر أن ھذا لا ینطبق، و الحمد، على جمیع المسؤولین الإداریین والسیاسیین، بل ھناك شرفاء صادقون في حبھم لوطنھم، معروفون بالنزاھة والتجرد، والالتزام بخدمة الصالح العام“.
وأبرزت “ھافینغتون بوست”، في ھذا السیاق، الدعوة التي وجھھا جلالة الملك من أجل تغییر للعقلیات على أساس من روح المسؤولیة والمشاركة المدنیة، وفي إطار دینامیة جدیدة داخل الخدمة العمومیة والأحزاب السیاسیة المطالبة باختیار أحسن النخب المؤھلة لتدبیر الشأن العام.
وسجل كاتب المقال التحلیلي، من جھة أخرى، أن المستوى العالي من الصراحة والتشخیص القوي الذي یمیز ھذا الخطاب الملكي السامي إلى الأمة یجد سنده في وقوف المجتمع الوطني بتنوعھ الواسع وراء جلالة الملك، الحامل لشرعیة وتقلید عریقین.
وشددت “ھافینغتون بوست” على أن جلالة الملك عمل، على مدى السنوات الثمانیة عشر الماضیة، على ترسیخ قیم المساواة في الدستور وعلى جعل المغرب یتموقع كشریك یحظى بالاحترام والإنصات لدى المجتمع الدولي، في إطار رؤیة استراتیجیة استباقیة للتنمیة تضع رفاھیة المواطنین في صلب غایاتھا.

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *