نص بيان مظمة حريات الاعلام والتعبير-حاتم كاملا :
منظمة حريات الاعلام و التعبير-حاتم
بيــــــــــــــــــان بمناسبـــــــــة 3 ماي
لم يكن اليوم العالمي لحـــرية الصحافة – كما هو مفترض – فرصــــة للتأمــــــل في أوضــــاع حرية الاعلام بالمغرب و دراسة ما يعترضها من عوائق و عــــراقيل ، ثم بلورة الاجراءات الفعالة للحد من الاعتداء على الصحافيين و انتهاك حرية الاعلام بأشكال مختلفة .
وإذ تعبر منظمة حريات الاعلام و التعبير –حاتم عن إستيائها إزاء تلك الأوضاع ، فإنها تشعر بقلق عقب الزيادة في سعر الجرائد اليومية الـى اربع دراهــم أي بنسبة الثلث ، و ذلك بعد يــــوم واحد عــــن اليــــوم العـــالمي لحـــرية الصحافة إذ قررت الفــــيدرالية المغــربية للناشرين ، حســـب البلاغ الصادر عنهــا ، أن تدخـــل هـذه الزيـــادة حــيز التطــــــبيق يـــوم 4 ماي 2015 بحــــجة ” الحـــفاظ على الاســتمـــــرارية و التعـــــدد و القــدرة عـــلى القيام بالوظيفـــة المجتمعية للصحافة المغربية و الحــــفاظ على منــاصب الشغل “.
و تخشى منظمة حريات الاعلام و التعبير-حاتم أن تؤدي هذه الخطوة عمليا الى :
– المساهمة في تضييق مساحة حرية الاعلام بسبب الحد من الولوج الى الصحافة المكتوبة و تقليص نسبة القراءة و المقروئية .
– المزيد من تحجيم مجالات حرية التعبير للمواطنات و المواطنين عامة و للنخـــب الفاعلة و الباحثين و الصحافيين .
– المس بالحق في الاعلام و الحق في الحصول على المعلومات اللـــذين لن يتـــجسدا دون توسيع امكانيات الولوج لكافة وسائل الاعلام .
– المس بالتعددية المستهدفة أصلا ، و تكريس الجانب الشكلي منها و تقوية اتجاه تمركز وسائل الاعلام بيد عدد قليل من “الخواص” مما يهدد الساحة الاعلامية بالمــــزاوجة بين الاحتكار السياسي عبر الاجهزة السلطوية و الاحتكار المالي المتمثل في مشاريع خاصــة مدعومة في إطار ” إضافة الشحم للمعلوف “.
و تعتبـــــر منظمة حريات الاعلام و التعبير- حاتم أن غياب الوعي سواء لـــدى بعض مكونات المجتمع أو لدى مؤسسات الدولة بأن تراجع انتشار الإعلام المكتوب له انعكاسات على عدة مستويات مؤثرة على تطلع المغرب و المغاربة نحو الديمقراطيــة ذات طبيــــعة استراتيجية سياسية و حضارية ثقافية و إعلامية و تربوية.
و مـــــا فتئت منظـــمة حـــــاتم تذكـــــر المســــــؤولين بأن استهـــداف حرية الاعلام بالمغرب و استقلاليته و مهنيته لا يناقض و حسب الشعارات المرفوعة حــــــول الاتجاه الـى بناء الديمقراطية بالمغرب ، و لا يغـــذي فقط الاتجاه الخطير الـــى دفــع أغلبيـــــة المغاربة نحو مزيد من فقدان الثقة في إعلامهم و في المشاركـــة السياسية ،بـــل إن ذلك الاستهداف إنمــا يكرس الحضور المؤثر للاعلام الاجنبي بكل روافـــده و مشـــاربه بما فيهـــا الاتجـــــاهات السلبية الهيمنية و التحريفية و الاستهلاكوية و الماضوية .
و عليه تدعو منظمة حريات الاعلام و التعبير-حاتم الى :
. اعتماد استراتيجية متكاملة للنهوض بإعلام مغربي مستقل ليكون فــــي موقع أفضل لمواجهة المنافسة غير المتكافئة مع الاعلام الاجنبي و ذلك ضمن مسؤوليات مؤسسات الدولة و المجتمع على حماية قيم المواطنة و الديمقراطية و حقوق الانسان .
. رفع الأيدي السلطويــة و الأمنـــوية و الإيديولوجية عن حقل الإعلام والاتصال ، إذ لا ديمقــــراطية و لا تقـــــدم و لا تنمية بدون إعـــــلام حر و مؤسسات إعلاميــــة مستقلـــة و صحافيين مهنيين يلعبون أدوارهم في بنـاء المواطنة الكاملة ووطن الحقوق و الحريات و دولة المؤسسات و في اتجاه بلورة الاعلام كسلطة تساهم في مراقبة باقي السلط و في إقامة التوازن بينها و بين المجتمع و الدولة .
. وضع حد لفوضى الاشهار و الاحتكار في هذا الميدان و هو ما يجعــل الجســـــم الاعلامي تحت رحمة شطط “مدبري الشركات ” التي لا تخضع – كمـــا في البلدان الأخرى- عـــند تعاملهــــا مع وسائل الاعلام لمعايير و واضحــــة ومنها : المصداقية و المردودية الاعلاميتين ، و من ثمة ظاهرة خنق و قتل التجارب الاعلامية النقدية .
. المراجعة الجذرية لسياسة ” دعم الصحافة المكتوبة و الالكتـــرونية ” كما و كيفا بما يتجاوز تحويل الدعم للرأسمال عوض أن يكون دعما للعمل الاعلامي و يشجع فعلا تعبيرات المجتمع السياسي و الثقافي و الجهــــوي و المقاولات الاعلامية المواطنــــــة و المحترمة لأخلاقيات الإعلام و للنزاهة و للمتلقين .
. اشراك الفيدرالية المغربية للناشرين المتتبعين و المهتمين و الفاعلين المطلوب مساهمتهم في الاجراءات التي ذكرت بأن ” الجسم الصحافي يشــــــتغل عليها لمواجهة التحــديات المهنية و الاقتصادية للاعلام المكتوب “.
الرباط في : 5 ماي 2015
الرباط في : 5 ماي 2015