أكد تقرير لوزارة الداخلية أن المغرب لا يزال مستهدفا من طرف المنظمات الإرهابية التي تسعى جاهدة، وفق المعلومات المتواترة الواردة على مصالح الأمن، لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة فوق التراب الوطني أو للتغرير بالمواطنين المغاربة للالتحاق بها
وأوضح التقرير أن المصالح الأمنية المختصة واصلت جهودها في ميدان محاربة الإرهاب، خاصة بعد تنامي خطر عودة المواطنين المغاربة من بعض بؤر التوتر بالشرق الأوسط، مما مكن من إفشال العديد من المخططات الإرهابية، مشيرا إلى أن التنظيمات الإرهابية تدعو المقاتلين الأجانب في صفوفها، والذين غادروا بؤر التوتر بكل من سوريا والعراق وليبيا إلى التسلل إلى بلدانهم الأصلية بغية تنفيذ عمليات إرهابية تساهم في استهداف الاستقرار وتعطيل الحركة الاقتصادية بها.
وأكدت وزارة الداخلية، في تقريرها، أن هذه التهديدات تتسم بالجدية، لذلك واصلت مختلف المصالح الأمنية العمل خلال هذه السنة بأعلى درجات اليقظة والتأهب، الواردة بالمخطط الوطني لمحاربة الإرهاب، سواء على مستوى الإدارة الترابية أو المصالح الأمنية. وفي هذا الصدد، مكنت الجهود المبذولة، إلى غاية متم شهر أكتوبر الماضي، من تفكيك 10 خلايا إرهابية (10 خلايا برسم سنة 2017) التي كانت تعد لارتكاب أعمال إجرامية تستهدف أمن وسلامة المملكة، أو تجند شبانا مغاربة للقتال في المناطق التي تنشط فيها الجماعات المتشددة.
وعلاقة بالموضوع، أكد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أول أمس الأربعاء، أثناء تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الداخلية أمام لجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة بمجلس النواب، أن السلطات العمومية والأمنية عملت على مواصلة التصدي لشبكات التهريب والاتجار في البشر، خصوصا أنها أصبحت تستعمل وسائل متطورة في نقل المهاجرين غير الشرعيين نحو الضفة الأخرى، كالزوارق النفاثة والزوارق المطاطية، بالإضافة إلى الدراجات المائية، مع الاستعمال المغرض للوسائل الرقمية الجديدة، مشيرا إلى أن المجهودات أفضت، إلى غاية متم شهر شتنبر من السنة الجارية، إلى تحقيق نتائج إيجابية تمثلت في إفشال حوالي 68 ألف محاولة للهجرة غير الشرعية وتفكيك 122 شبكة إجرامية تنشط في ميدان الهجرة غير الشرعية، علما أنه منذ سنة 2002 تم تفكيك أزيد من 3300 شبكة إجرامية وحجز حوالي 2000 قارب تستعمل في نقل المهاجرين غير الشرعيين.
وأشار لفتيت إلى تسوية الوضعية الإدارية لما يناهز 50 ألف مهاجر خلال المرحلتين الأولى والثانية من عملية التسوية، أي حوالي 85 في المائة من مجموع الطلبات المقدمة من طرف مهاجرين أجانب من 113 جنسية، وأبرز أنه تنفيذا للتعليمات الملكية، فإن التجديد الأول لبطاقة إقامة المهاجرين الذين استفادوا من عملية التسوية حدد في ثلاث سنوات شريطة عدم ارتكاب هؤلاء لأي عمل مخالف للقوانين الجاري بها العمل.
أما بالنسبة لإدماج المهاجرين، يشير لفتيت، فإن الوزارة تقوم بالمهام المنوطة بها داخل اللجنة الوزارية المشرفة على تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للهجرة واللجوء، مضيفا أنه، لتعزيز هذه المقاربة الإنسانية، عملت وزارة الداخلية على تقوية برنامج العودة الطوعية عبر التوقيع مع المنظمة الدولية للهجرة على عدة اتفاقيات تتم بموجبها إعادة وبشكل طوعي المهاجرين المتواجدين فوق التراب المغربي بشكل غير قانوني، إلى بلدانهم الأصلية، وذلك في ظروف تحترم حقوقهم وكرامتهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج ما يناهز 26 ألف مهاجر منذ سنة 2002.
وشدد لفتيت على أن وزارة الداخلية حريصة كل الحرص على التصدي لمختلف مظاهر الجريمة التي تؤثر سلبا على الإحساس بالأمن، من قبيل حمل الأسلحة البيضاء والاتجار في المواد المهلوسة والمخدرات والنشل بالشارع العام والجرائم التي تقع بالقرب من المؤسسات التعليمية، مبرزا أن الجهود المبذولة مكنت من التحكم في الوضعية الأمنية بالمملكة، والتي أكد أنها تبقى جد عادية وانعكست إيجابا على صورة المغرب في ما يتعلق بالاستقرار الأمني، وأضاف أن الوزارة أقدمت على اتخاذ مجموعة من التدابير التي تندرج ضمن تفعيل استراتيجية أمنية تشمل برامج ومشاريع ذات أولوية تهتم أساسا بتحسين التأطير الأمني عبر إحداث وحدات ترابية جديدة، وتطوير تقنيات البحث عن الأدلة الجنائية، وتأهيل الشرطة التقنية والعلمية، دون إغفال تحديث أساليب تطبيق القانون، إضافة إلى الانفتاح على كافة مكونات المجتمع من خلال إشراك ممثلي المجتمع المدني وجمعيات الأحياء الفاعلة وذات المصداقية، في اجتماعات اللجان الأمنية المخصصة لموضوع محاربة الجريمة.
وفي ما يتعلق بموضوع مكافحة الاتجار في المخدرات، أبرز الوزير أن الجهود التي باشرتها السلطات الأمنية أسفرت، إلى غاية متم شهر شتنبر 2018، عن ضبط أكثر من 51 طنا من الشيرا، وما يزيد عن 90 طنا من الكيف، وأزيد من 617 كيلوغراما من الكوكايين و606 آلاف و239 وحدة من الحبوب المهلوسة، فضلا عن تفكيك العديد من الشبكات الإجرامية المتخصصة في التهريب الدولي للمخدرات.