الثلاثاء , أبريل 29 2025
أخبار عاجلة

سكورة تتحسس طريقها نحو التنمية

أخيرا و بعد سنوات من التهميش الممنهج و العزلة المفروضة قسرا عليها و على أبنائها ’ و بعدما شاع بين ساكنيها بأنها ” بلاد لا تسكن ” بالنظر للبون الشاسع بينها و بين التنمية الحقيقية ’ بدأت جماعة سكورة أهل الوسط تتلمس طريقها نحو التنمية بمقدمات لا تخطأها العين أبدا ’مناسبة هذا الأمل ليست وهما يراد تسويقه اليوم لغاية من الغايات ’بل هو واقع معلن تظهره الصحوة التي تعرفها جماعة سكورة مؤخرا في العديد من المجالات ’و يمكن التعبير عنها بجملة من المشاريع التنموية التي تحققت أو التي قاربت على الانتهاء معلنة نهاية مرحلة و بداية أخرى قد تكون المنقذ لأمال السكوريين من اليأس و الانكسار .

  • السور الواقي من الفيضانات’حلم كبير يتحقق :

    وهو مشروع ضخم يهم بناء سور واقي على جنبات وادي الحجاج تم انجاز مراحله الأولى و الثانية و الثالثة حتى الآن بنسبة تقارب الخمسة والسبعين بالمائة’و يروم بناء ستة كيلومترات منه على جانبي وادي الحجاج ابتداءا من قصبة امرديل الشامخة، عبر مقاطع تم تحديدها بواسطة الأقمار الاصطناعية و روعي في تحديدها العديد من المعايير الفنية والتقنية و الهيدروليكية، أهمها التأثر الكبير بفيضانات الوادي ’ المشروع عبأت له ميزانية بحوالي ثلاثة ملايير ومائتين وعشرين مليون سنتيم (32.200.000 درهم) وزعت على شطرين، عبأ منها المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة 3,2 مليون درهم و2 مليون درهم من طرف المجلس الإقليمي لورزازات و مليون درهم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجرة الأركان و 6 مليون درهم من طرف وكالة الحوض المائي لسوس و 9 مليون درهم من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات’ و جاري اليوم الترافع من طرف المجلس الجماعي لإضافة ميزانية جديدة من وزارة الداخلية لاستكمال المشروع على أحسن وجه .

            هذا المشروع و الذي لعب فيه عامل إقليم ورزازات – شخصيا – دورا محوريا كبيرا ’يعد اليوم أهم مشروع تنموي في تاريخ واحة سكورة سواء من جهة الميزانية الضخمة التي تمت تعبئتها له و التي تفوق الثلاثة ملايير سنتيم، او من جهة ترجمته الفعلية لفلسفة الابتكار و الاستباقية في مواجهة أثار التغيرات المناخية منذ 2014 أي حتى قبل أن يفكر المغرب في احتضان مؤتمر الكوب 22 بمراكش حول هذا الموضوع ’ خصوصا و أن الوادي المعني بالمشروع أي وادي الحجاج لطالما شكل نقمة على الفلاحين و الساكنة بواحة سكورة’ بفعل فيضاناته المتعاقبة التي أدت إلى جرف أملاك شاسعة من الحقول الزراعية المجاورة له طولا و عرضا تعد بمئات الهكتارات من المساحات المغروسة على مدى ثلاثين سنة الأخيرة فقط، و يقترن اسمه عند سكان سكورة بحوادث ماساوية و مميتة أدت إلى إزهاق أرواح  و سقوط  ضحايا غير ما مرة ، كما اقترن لدى الكثير من التلاميذ والفلاحين القاطنين داخل الواحة و المتنقلين يوميا نحو المدارس و الثانويات والسوق والإدارات وغيرها بماسي أخرى لا تنسى .

  • السوق الأسبوعي الجديد …أفاق جديدة للاقتصاد الاجتماعي المحلي :

تبعا للدور الحيوي الكبير و الأهمية الخاصة التي يكتسيها مرفق السوق الأسبوعي بجماعة سكورة كأهم فضاء تجاري و فلاحي بها ’و اعتبارا من أن الأسواق الأسبوعية عموما تعد مدخلا للتنمية الترابية في العالم القروي ومجال لإنعاش الاقتصاد الاجتماعي المحلي ، فان مشروع السوق الجديد الذي يقارب على الانتهاء في مرحلته الأساسية يعتبر كثاني أهم مشروع تنموي يرى النور بالجماعة ’ ليس من جهة الميزانية فحسب و لكن من جهة تأثيره الاقتصادي و الاجتماعي على أكثر الفئات حضورا بالنسيج المجتمعي السكوري ’و هو مشروع ينتظر منه إعطاء دفعة مهمة للدورة الاقتصادية المحلية ’ بشكل يطور الإنتاج والإنتاجية والتنوع الاقتصادي لدى التاجر و الفلاح الواحي بالأساس’ خصوصا و أن السوق الجديد فضاء فسيح و يتوفر على تصميم انسيابي و مرافق جديدة تمكن من ولوج ضعف العدد الحالي من الباعة و الزبناء بشكل سلس ’كما يمكن من توفير فضاء كبير لركن السيارات و الشاحنات و وسائل النقل خارج السوق بدون مشاكل ’ إضافة للقرب من المجزرة الجماعية الشيء الذي سينعكس لا محالة إيجابا على مستوى شروط النظافة والوقایة داخل السوق و تيسير ظروف مراقبة المواد الغدائية و اللحوم و الخضروات من طرف المصالح المختصة ’ كما قد يلعب السوق الجديد دورا أساسيا  في استیعاب وتنظیم الباعة المتجولین بالمنطقة ’ خصوصا إذا ما فكر المجلس الجماعي في تمديد موعد السوق الأسبوعي ليومين بدل يوم واحد (الاثنين و الثلاثاء مثلا ) لتلبية حاجيات المواطنين و إنعاش الاقتصاد المحلي .

  • مشاريع التنمية البشرية محليا… في الطريق الصحيح :

         رغم التأخر النسبي في إدراج جماعة سكورة ضمن الجماعات المعنية ببرنامج التنمية البشرية في شقه القروي ’و رغم الحيف و الإقصاء الذي عانت منه مؤسسات المجتمع المدني المحلية أول الأمر في الاستفادة من البرنامج الأفقي الإقليمي ’إلا أن اثر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و منذ سنة 2012 على التنمية المحلية لمنطقة سكورة بات واضحا  للجميع’و اليوم فقط و بعد مراكمة حوالي خمسين مشروعا بتراب جماعة سكورة بات مؤكدا احتلال الجماعة لموقع الريادة الإقليمية في مجال الاقتراح والإنجاز لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا من حيث الكم ولا من حيث الكيف، و ذلك ليس غريبا على منطقة تعرف بحركية و فعالية جمعويتين متميزتين بكل الجنوب الشرقي للمملكة.

         جماعة سكورة اليوم و بفضل ورش التنمية البشرية الممتد هذا ’شهدت و تشهد إنجاز مجموعة من المشاريع التنموية التي تهدف إلى دعم الأنشطة المدرة للدخل و تحسين الولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية والتأهيل الترابي و التنشيط السوسيو ثقافي ، تمحورت معظمها حول دعم التعليم والصحة كمشاريع النقل المدرسي و بناء دار الطالب و الطالبة و إنشاء دار الأمومة و توزيع الدراجات الهوائية واللوازم المدرسية و برنامج تيسير و اقتناء سيارة نقل اللحوم ٬ ودعم المشاريع المرتبطة بالفلاحة لأكثر من ثلاثين جمعية محلية أكثر من نصفها جمعيات نسوية نذكر منها توزيع أغنام الذمان و ماعز الالبين و العجول ’ و تثمين المنتوجات الفلاحية المحلية كالكسكس و عسل النحل و الزيتون و زيت الزيتون و الفواكه الجافة، وفك العزلة عن ساكنة المناطق القروية ببناء المسالك وتعبيد الطرق القروية كطريق الروحة و طريق بويقبى و طريق أولاد يعكوب في انتظار استكمال مساطر بناء و تعبيد طريق القبابة ، و ليس أخرها – بالطبع – المشروع الحالي المتعلق بتعميم الطاقة الشمسية على آبار الماء الشروب بكل دواوير سكورة بكلفة اجمالية نهائية تقارب 450 مليون سنتيم  و هو المشروع الذي يروم تخفيف تكاليف التسيير على الجمعيات المحلية بغرض توجيه مداخيلها المستقبلية نحو تحسين جودة المياه و تحديث شبكات التوزيع  و عصرنة تسييرها و تخفيض كلفتها على المواطنين  .

  • ورش الطريق الجهوية رقم 307 الرابطة بين سكورة و غسات عبر الواحة … بداية مشجعة :

          على مدى عدة عقود شكل إخراج الطريق الجهوية رقم 307 الرابطة بين مركز سكورة و جماعة غسات عبر الواحة مطلبا ملحا و حلما بعيد المنال ’خصوصا و أن هذه الطريق شكلت دوما أملا لفك العزلة على حوالي 15 ألف نسمة من ساكنة واحة سكورة ’أمل تحقق جزء كبير منه اليوم بعد انجاز تسعين بالمائة (%90) من أشغال التوسيع و انجاز المنشآت المائية و تبليط المقاطع الواقعة على الأودية الثلاث (وادي امدري و بوجهيلة و وادي الحجاج ) ’و سيتعزز الأمل بدون شك فور تعبيد المقطع الرابط بين المركز و قصر القبابة ’في انتظار إيجاد حل نهائي لمشكلة وادي الحجاج زمن الفيض ’رغم الكلفة الباهضة التي يتطلبها المشروع .

  • الترخيص للودادية السكنية …أمل كبير يلوح في الأفق :

 

         شكل الترخيص الممنوح مؤخرا للودادية الحسنية للسكن من طرف المجلس الجماعي لسكورة انجازا لا يستطيع تقدير قيمته إلا أبناء المنطقة الغيورون عليها ’ و هو مشروع يتوخى منه السكوريون ليس فقط الحصول على سكن بمعايير عصرية ’و لكن خلق دورة اقتصادية كاملة بالمنطقة تكسر الجمود التجاري و الصناعي المحلي ، و استقطاب مستثمرين من مختلف المدن الأخرى ’ و تيسير شروط إنجاح مشاريع جديدة في عدة مجالات ’ و هو ما سيخلق رواجا مستداما لدى التجار و الحرفيين و الباعة بشكل عام ، و هذا طموح مشروع إذا ما نظرنا لحجم التجزئة المأمولة من الزاوية العمرانية و الجغرافية على السواء ، فمركز سكورة الحالي بأحيائه الثلاث الحالية (النخيل و الزيتون و السلام ) لا يتجاوز 600 منزل فقط ، في حين تحمل التجزئة الجديدة أفاق تنموية تضاهي بناء “سكورة جديدة “بمعايير عمرانية عصرية و مواصفات عالية ، و هي تحوي 550 بقعة ما بين بقع تجارية و اقتصادية و فيلات ’و مناطق خضراء و مواقف للسيارات  و مدرسة ابتدائية و حمامين عموميين و مؤسستين للتعليم الأولي و مخبزتين و مسجد و عدد كبير من المشاريع التجارية ’و هو ما سيسهم لا محالة في الحد من مشاكل البناء غير القانوني بمحيط المركز ، كما سيساهم في معالجة بطالة الحرفيين و المهنيين و البنائيين و الصناع و خلق ألاف أيام العمل لفائدة اليد العاملة المحلية لمدة قد تفوق العشر سنين كاملة ، ناهيك عن حل مشكلة الاكتضاض بمرافق عديدة كالمسجد و الحمامات العمومية و المدرسة الابتدائية أيضا .

هي إذن جملة من المشاريع التنموية المهيكلة و المهمة التي ترى النور بجماعة سكورة ’ و الأهم  أيضا أنها ستشكل مقدمات فعلية لتحقق انتظارات أخرى أكثر أهمية لدى المواطنين كالتأهيل الحضري و التطهير السائل ’  إذن فسكورة التي هجرها الكثير من أبنائها مضطرين بفعل اليأس من إمكانية إصلاح حالها و من إمكانية العيش فيها و لو بحد أدنى من الولوجيات و الضروريات و الأساسيات ’هاهي تنبعث من الرماد و تنفت غبار الدهر عنها علها في هذه المرة تجد من يمدها بأيدي المساعدة لا بمعاول الهدم و التدمير ’لبناء المستقبل الواعد و تحرير طاقات أبنائها’و تنميتها اليوم ليست مستحيلة لكنها ليست سهلة إنها مسافة الأمل و الإيمان بالمستقبل .

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *