تعيش الساحة التعليمية في الآونة الأخيرة على إيقاعات قرارات إدارية زجرية في حق مجموعة من الأطر التربوية لا زالت دوافعها و مبرراتها غامضة و هي نفس الإجراءات التي تعرض لها عشرات من الأطر التربوية سابفا بأشكال و مبررات مختلفة منطقية أو غير منطقية لكنها لم تحرك ساكنا لدى القيادات النقابية و التي نهضت الآن و باستعجال لتستعرض عضلاتها و تدعو الشغيلة التعليمية إلى التظاهر و الإحتجاج مما يطرح أكثر من سؤال عن خلفيات هذا التحرك الذي يأتي بعد سبات عميق.
لقد عاشت الشغيلة التعليمية و ما تزال مرارة التلاعب بملفات الحركة الإنتقالية و الترقية الداخلية و ملفات المتضررين من النظام الأساسي و الإعتراف بالشهادات الجامعية العليا و ملف المساعدين التقنيين و هيأة الإدارة التربوية و خريجي المراكز الجهوية و فئة المتصرفين و غيرها من الملفات العالقة ، كما عانت الشغيلة التعليمية و ما تزال من تجاوزات المجالس التأديبية و التي أصبحت أحكامها لا تتنازل عن التوقيفات المؤقتة مع توقيف الراتب لعدة شهور ، ناهيك عن مشاكل تصريف الفائض و التكليفات العشوائية و التنقيلات التعسفية و مشاكل الإكتضاض و الأقسام المشتركة… زيادة على التلاعب بملف التعاضدية و الأعمال الإجتماعية للشغيلة التعليمية…
كل هذا يقع و الفيادات النقابية المنحرفة اختارت لنفسها الإنتعاش بالفتات تاركة الحبل على الغارب حتى تغلغل اليأس في صفوف الشغيلة التعليمية من جدوى العمل النقابي و استغلت هذا الوضع تيارات غريبة لتجد لها موقعا في الواجهة الإجتماعية و تمرر عبرها مخططاتها السياسوية المتطرفة و تزج بهذا الفطاع و بخيرة شبابه في نفق المجهول..
و اليوم و بعد سنوات عجاف من مخططات الحكومة اليمينية المحافظة التي لم نجن منها إلا الويلات بتجميد الأجور و تمرير فصل التكوين عن التوظيف و قانون التفاعد و الإضراب و التشغيل بالعقد المحددة المدة و تسريع وثيرة خوصصة هذا القطاع الإستراتيجي …لم تجد بعض التوجهات من سبيل لتحقيق كينونتها سوى الإستمرار و بدون حياء في تغطية الشمس بالغربال و طمس القضايا الإستراتيجية الحقيقية المعيقة لقيام نظام تعليمي حداثي ديمقراطي شعبي و عمومي جيد.( أما آن لهؤلاء أن يستحيوا)