لعل أكثر ما يثير اندهاش المواطن المغربي، هو عندما يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات، فالكثير منهم، بل اغلبهم يجد نتائج الانتخابات مخالفة للواقع. إذ تتبادر إلى أدهانهم مجموعة من التساؤلات، أبرزها، هل فاز بشكل ديمقراطي؟ كيف تم اختيار فلان رئيسا للحكومة رغم أن فلان أكثر منه كفاءة؟
عندما نضع أنفسنا، وجها لوجه أمام كل هذه التساؤلات لابد من العودة خطوة إلى الوراء، لنعيش أجواء ما قبل الانتخابات ، و نطرح مجموعة من التساِؤلات، التي ربما هي من ستقربنا أكثر، من واقع الانتخابات بالمغرب ، كيف يختار المواطنون ممثليهم؟ و هل يمكن للمواطن أن يثق مرة أخرى في ممثل لم يحقق لهم اية مكاسب تذكر؟ هل المسألة مسألة نقود أم عاطفة هل وهل..؟
عندما تقوم باستطلاع رأي، مع المواطنين و تطرح عليهم الأسئلة السالفة الذكر أعلاه، فإنك ستصاب بالذهول من أجوبتهم، حيث طريقة التصويت تختلف من شخص لأخر دون أي قاعدة تذكر، و الغريب في الذكر انه يحدث انك تسأل أشخاص بنفس المستوى الثقافي فتتفاجئ باختلاف طريقتهم في اختيار ممثلهيم.
اغلب المواطنون، يؤكدون أن أكثر ما يهمهم في الانتخابات، هي النقود حيث أن محبوبهم في الانتخابات هو ذلك المسؤول السخي، حيث نجد اغلب الناس يعرضون أصواتهم على مسؤولي الأحزاب، مقابل دراهم معدودة. و في المقابل نجد بعض الأحزاب يستغلون مناسبات الأعياد مثلا لكسب الأصوات، كما فعل حزب المصباح الذي أكل “الثوم بفم الشعب المغربي” كما يقول المثل الشعبي، حيث بدأ حملته قبل أوانها بتوزيع أضاحي العيد على المواطنين، هل يمارس حزب المصباح ثقافة “جوع كلبك إتبعك”، فتصوروا معي، و بعد كل ما أذاقه، هذا الحزب للشعب المغربي، في الولاية الجارية، أن يقود المصباح الولاية القادمة، هل سيعني ذلك أن المثل الشعبي “جوع كلبك اتبعك” منطبق على الشعب المغربي أم أن “الدين أفيون الشعوب كما قال” كارل ماركس .
و يعمل آخرون على اختيار ممثلهم، عن طريق العاطفة أو القرابة، بغض النظر عما إذا كان الرجل المناسب لهذه المهمة، لتذهب بهم عاطفتهم إلى ما لا تحمد عقباه. أما من هم يختارون ممثلهم بعقلانية، فمنهم القليل حيث أصوتهم لا تسمن و لا تغني من جوع. فهل سيقع الشعب المغربي في الفخ مرة أخرى يوم 07 أكتوبر، و يرشح مسؤولا يكمل ما بدأه حزب المصباح الذي لم يكن الشعب يعلم انه سيضيء على نفسه فقط.