جدد الملك محمد السادس، اليوم الجمعة 17 مارس 2017، تأكيده على دور المغرب في محاربة الجماعات الإرهابية والمساهمة في حل النزاعات بالطرق السلمية بمختلف مناطق القارة الإفريقية.
وأوضح الملك محمد السادس في رسالة ملكية وجهها إلى المشاركين في منتدى “كرانس مونتانا” بمدينة الداخلية، الذي افتتح يومه الجمعة 17 مارس 2017، أن المغرب حريص على توطيد الأمن والاستقرار بإفريقيا، “وهو ما يتجلى على الخصوص على الخصوص في مساهمة في همليات حفظ السلام تحت لواء الأمم المتحدة، وفي مبادرات الوساطة التي يقوم بها من أجل حل النزاعات بالطرق السلمية، إضافة إلى التعاون الأمني في محاربة الجماعات الإرهابية، وكذا وضع التجربة المغربية في المجال الديني رهن إشارة الدول الإفريقية، والقائمة على نشر الإسلام الوسطي المعتدل، والتصدي لفكر التطرف والانغلاق”.
وأكد العاهل المغربي في ذات الرسالة، أنه منذ التئام منتدى “كرانس مونتانا” في السنة الماضية بمدينة الداخلة، “حرص المغرب على تجسيد مقاربته تجاه أشقائه بالقارة، والمتمثلة في العمل على تعزيز التعاون، بشكل متواز، على ثلاثة مستويات : الثنائي المحض والجهوي والقاري”.
وقال الملك محمد السادس في خطابه الموجه إلى المشاركين في أشغال منتدى كرانس مونتانا بالداخلة إن توجه المغرب الإفريقي “نابع من إيماننا العميق، بقدرة إفريقيا على رفع التحديات التي تواجهها. كما يجسد حرصنا على المساهمة إلى جانب إخواننا في النهوض بقارتنا”، لافتا إلى أن جهة الصحراء المغربية، ومدينة الداخلة خصوصا، تحضى بمكانة متميزة ضمن هذا التوجه، للقيام بدورها التاريخي، كصلة وصل بين المغرب بعمقه الإفريقي.
واقتصاديا، شدد الملك محمد السادس على أن افريقيا تواجه تحديات طاقية متزادية، و”هو ما يتطلق من الدول الإفريقية إنجاح انتقالها الطاقي، والاستثمار في الطاقات المتجددة، لاسيما في ظل الإمكانات الهائلة التي تزخر بها في مجال الطاقات الشمسية والريحية والمائية، للاستجابة لحاجياتها، وسد الخصاص الذي تعاني منه، ومن ثم النهوض بالتنمية، وتوطيد السلم والاستقرار بإفريقيا”.
وأضافت الرسالة الملكية أن “المغرب يعد نموذجا في مجال الانتقال الطاقي. فرغم أنه لا يتوفر على مصادر الطاقة الأحفورية، إلا أنه تمكن، في وقت قياسي، من جعل المجال الطاقي محورا للتعاون جنوب–جنوب، خاصة مع العديد من الدول الإفريقية الشقيقة”.
وعلاقة بالأوراش الكبرى التي فتحها المغرب بإفريقيا، اعتبر الملك محمد السادس، أن الحدث الأبرز لهذه السنة، على الصعيد القاري، هو العودة التاريخية للمغرب إلى مكانه الطبيعي والشرعي، داخل مؤسسة الاتحاد الإفريقي، ‘كاختيار لا رجعة فيه، على طريق التضامن والسلم والوحدة التي يجب أن تجمع الشعوب الإفريقية’. بالإضافة إلى طلب المغرب بالانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
ووفاء لعهده، يضيف العاهل المغربي “سيكون المغرب في طليعة الدول التي ستساهم، بكل عزم وقوة، في خدمة مصالح القارة، وتعزيز وحدة وترابط شعوبها، ولكن دون التخلي عن الدفاع عن مصالحه العليا، وفي مقدمتها حوزة الوطن ووحدته الترابية”.
واعتبر الملك أن المشروع الهيكلي الضخم لأنبوب الغاز، الذي سيربط نيجيريا بالمغرب، يعد نموذجا للتعاون الجهوي، حيث سيستفيد منه أحد عشر بلدا إفريقيا، قائلا في ذات السياق: “إن الأمر يتعلق بمشروع هيكلي، لا يقتصر فقط على نقل الغاز بين بلدين شقيقين، وإنما سيشكل مصدرا أساسيا للطاقة لدول المنطقة، وسيساهم في الرفع من التنافسية الاقتصادية، وتحفيز التطور الصناعي بها. كما سيمكن من إقامة هيكلة فعالة للسوق الكهربائية، وسيكون له تأثير كبير في تحقيق التكامل والاندماج الإقليمي”.