تفاجأ سكان النقوب بإقليم زاكورة بالانقطاع المستمر للماء الصالح للشرب في صنابير منازلهم. ولم يكن هؤلاء السكان، الذين تعودوا على انقطاع الماء صيفا، يتوقعون أن تبدأ هذه الأزمة مبكرا منذ فصل الشتاء؛ وهو ما جعلهم يتخوفون من صيف دون ماء، إذا لم تتدخل السلطات الوصية بالنقوب لإيجاد حل نهائي لمشكل عَمّر طويلا ويتجدد كل سنة، ويحول حياة سكان هذه البلدة إلى جحيم لا يطاق.
الانقطاع المستمر دفع مجموعة من المواطنين إلى خوض أشكال احتجاجية لتنبيه المسؤولين إلى ضرورة البحث عن حلول آنية، ثم مستقبلية لتوفير مادة حيوية لا تستمر الحياة بدونها؛ فخاض مجموعة من السكان وقفات تنديدية بالوضع، أولاها كانت يوم 26 يناير، ثم 28 يناير بمركز النقوب، قبل الخروج بقرار يروم ضرورة تنظيم وقفة وطنية أمام قبة البرلمان في الـ12 من شهر فبراير المقبل، بهدف إسماع المسؤولين في الرباط معاناة يومية، لمواطنين بزاكورة، مع مشكل الماء الشروب، حسب ما صرح به مواطنون من النقوب لجريدة هسبريس.
ووفق لجنة متابعة ملف الماء بالنقوب والتي أصدرت وثيقة، تتوفر هسبريس على نسخة منها، فإن السكان يستنكرون ما أسموه “ضبابية تصريحات المسؤولين على الجماعة، واكتفاء تصريحاتهم بالتأكيد على حفر بئر أو تقب جديد في مكان فلاني؛ تجديد محرك البئر القديم؛ ثم تزويد البئر الجديد بالكهرباء”.
الوثيقة نفسها تؤكد أن “المجلس الجماعي يصر على تحميل المسؤولية في مشكل الماء للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، باعتباره الشركة المسؤولة عن البحث، والتنقيب، الحفر والتزويد”.
لجنة متابعة ملف الماء بالنقوب أوضحت، في الوثيقة ذاتها، أنها “كانت تستبشر خيرا بالمجلس الجماعي الجديد المعين منذ سنة ونصف السنة، لإيجاد حلول جذرية الأزمة المستعصية التي تتخبط فيها المنطقة، فخاب ظن الساكنة”.
جمال مزواري، رئيس المجلس الجماعي للنقوب بإقليم زاكورة، ردّ على تساؤلات المواطنين، في تصريح لهسبريس، حيث أكد أن “انقطاع الماء الصالح للشرب بالنقوب مرده إلى عاملين رئيسيين، الأول طبيعي بالنظر إلى طبيعة المناخ، والثاني إلى العامل البشري الذي أسهم بشكل كبير خلال السنين الأخيرة في استنزاف الفرشة المائية في إطار الزراعة التسويقية التي ظهرت مؤخرا بالمنطقة”.
وأردف المتحدث نفسه أن “التوسع العمراني والنمو الديموغرافي لساكنة النقوب زاد من حاجيات السكان للماء في السنوات الأخيرة”، مؤكدا أن “الوقفة التي قام بها البعض تعبر عن غيرتهم على المنطقة، وهذا لا يعني أن المجلس الحالي لا يتقاسم معهم الشعور نفسه”.
وبخصوص المجهودات التي بذلها المجلس الجماعي للنقوب، قال مزواري: “إننا نقوم بقصارى جهودنا لدى الجهات المسؤولة، حيث قمت بمجموعة من المراسلات، سواء إلى المدير العام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، السيد علي الفاسي الفهري، أو غيره من الجهات المعنية. كما عقدت لقاءَات مع مسؤولين، سواء مع المسؤولين المحليين أو الجهويين”.
وزاد: “في الجمعة الماضية، عقدت لقاءً مع السيد نائب المدير المركزي للماء الصالح للشرب، وخلص الاجتماع إلى العمل حاليا على تجاوز هذا النقص الحاصل، والذي لا يعتبر حادا، بالإسراع في ربط البئر الحالية بالكهرباء، والزيادة في الأنابيب لاستغلال عمقه بشكل جيد، ثم تجهيز بئر أخرى تابعة للمركز الاستثمار الفلاحي وربطها بالشبكة”.
وردا على سؤال حول الحل النهائي لهذه الأزمة التي عمّرت طويلا ودفعت السكان بمركز النقوب إلى الاحتجاج، حتى في عهد المجلس الجماعي السابق، صرح رئيس جماعة النقوب في المناسبة نفسها بأن “الحل النهائي يكمن في ربط المنطقة بسد أفلا ندرا الذي بدأت أشغاله مؤخرا، وأن يتم القيام بالدراسة من لدن المكتب المسير، حيث تم التركيز على إخراج الصهريج الجديد إلى حيز الوجود، الذي تصل سعته إلى 300 طن. وهذا دليل على تصميمنا على إيجاد حل نهائي لمشكل الماء” حسب قوله.