محمد الأحمدي – زاكورة نيوز
فازت نبوية الناصري بالجائزة التشجيعية الأولى لجائزة الحسن الثاني للمخطوطات برسم سنة 2018، والتي جرى تسليمها من طرف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في حفل أقيم، مؤخرا، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، فيما فازت أختها إشراق الناصري بالجائزة التشجيعية الثانية لنفس الجائزة.
وشاركت نبوية بخمس مخطوطات فاز منها مخطوط يعود لسنة 1297 هجرية و يحمل عنوان ’’عالية الرقاق في حل لأمية الزقاق’’ لصاحبه علي بن سليمان الدمناتي البجمعوي المتوفي سنة 1306 هجرية، وهو مكتوب بالخط المغربي.
فيما شاركت إشراق بثمان مخطوطات فازن منها واحد يعود لعصر الدولة السعدية بالمغرب يحمل عنوان ’’النكت على الألفية والكافية والشافية ونزهة الظرف وشذور الذهب’’ لصاحبه جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة 911 هجرية، وبدوره مكتوب بالخط المغربي.
وقالت إشراق الناصري التي تنحدر من جماعة تامكروت بإقليم زاكورة في تصريح أدلت به لزاكورة نيوز ،أن هذا التتويج هو اعتراف بالإرث الحضاري والتاريخي لإقليم زاكورة وبالخصوص الزاوية الناصرية التي كان لها إشعاع علمي واسع ساهم في الدينامية الدينية والعلمية للمغرب عبر التاريخ.
وأضافت المتحدثة أن الهدف من المشاركة في هذه الجائزة هو تقاسم هذا الإرث العلمي مع العموم، خاصة أن وزارة الثقافة تقوم بحفظ ونشر وتوزيع هذه المخطوطات.
واعتبر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في كلمة له في حفل تسليم الجوائز إن “الاهتمام بالمخطوطات يعد مسؤلية الجميع باعتبارها تشكل جزءا من التراث اللامادي للمغرب وجب الاحتفاء به والاعتناء به”، مؤكدا أن جائزة الحسن الثاني للمخطوطات قامت منذ 39 سنة بدور كبير في الحفاظ على هذا التراث واكتشافه وتثمينه.
وأضاف أن الفضل يعود للجائزة في اكتشاف عدد من النوادر التي تؤرخ للتراث اللامادي شعرا وفنا وعادات وتقاليد وكل وسائل التعبير الإنساني، معتبرا أنه لازال هناك الكثير من المخطوطات التي يمكن اكتشافها مستقبلا سواء في مدارس عتيقة أو مكتبات شخصية في مختلف المدن.
بدوره أشار وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، في كلمة خلال هذا الحفل الذي عرف تنظيم معرض للمخطوطات والوثائق الفائزة بالجائزة، إلى أن جائزة الحسن الثاني للمخطوطات أضحت قيمة ثابتة في المشهد الثقافي المغربي، بالنظر إلى دورها الهام في التعريف بالتراث المخطوط الزاخر بالكنوز المعرفية وتثمينه، وفي الكشف عن عدد مهم من الإنتاجات الفكرية المغربية المحفوظة.
وقد أصدرت الوزارة بهذه المناسبة، دليلا للجائزة يتألف من 438 صفحة، يضم كشافا للمخطوطات والوثائق المشاركة في هذه الدورة مرفقة بشروح ومطعمة بنصوص، بالإضافة إلى كتاب تذكاري آخر في جزأين (690 صفحة)، معنون ب “أبحاث في الكتاب العربي المخطوط”. كما يضم باقة من الأبحاث المتمحورة حول علم المخطوط وقراءات في كتب مخطوطة، مذيلة بوثائق جديدة ونصوص محققة، من توقيع نخبة من الأساتذة المتخصصين.
يذكر أن جائزة الحسن الثاني للمخطوطات أحدثت سنة 1996، بهدف الإسهام في تجميع التراث المغربي المخطوط الموزع بين الأسر المغربية، من خلال تصويره ورقمنته وإيداع نسخ منه بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية ولدى مؤسسة أرشيف المغرب بالرباط، وتحسيس الأسر والأفراد مالكي هذا التراث المخطوط بأهميته الفكرية والمادية والرمزية، وتحفيزهم على إخراجه إلى فضاء التداول العلمي.