الخميس , مارس 27 2025

جماعة غسات بورزازات.. إمكانات طبيعية تصطدم بضعف استثمارها

إدريس أسلفو – زاكورة نيوز

تقع الجماعة الترابية غسات على مساحة تقدر بحوالي 1034 كلم تمتد الجماعة الترابية غسات اقليم ورزازات ،على أراضي قبائل اكرنان و ايت اكرور، التي أحدثت إداريا سنة 1992 انطلاقا من جماعتي ايمي نولاون و تندوت حيث كانت جزءا من هاتين الجماعتين مند سنة 1960.

وتطل على السفح الجنوبي للأطلس الكبير الأوسط، أسفل خط العرض القاحل جيومناخيا، والذي يتميز بمناخه القاري حيث يتواجد خارج التأثيرات الأطلسية الرطبة مما يجعله جافا، لكنه يستقبل تيارات قطبية شتوية تأتي بالاضطرابات المطرية، الشيء الذي يدعم قارية هذا المناخ.

رغم الجنوح المتنامي لعدد من الساكنة  البالغ عددها 8.815 نسمة،  الى البناء بالمواد الإسمنتية في السنوات الأخيرة،لا يزال استعمال المواد المحلية في البناء هو الطاغي بالجماعة، كما يلاحظ التنامي المطرد للسكن المتفرق على حساب السكن المتراص يصاحب ذلك تنامي للأسر النووية على حساب الاسر الكبيرة.

يزيد بعد جماعة غسات عن مدينة ورزازات (المصدر الرئيس لمواد البناء بالنسبة لعدد مهم من دواوير الجماعة) من صعوبة الحصول على مواد البناء، حيث يبعد دوار” تمزريت العليا “مثلا عن ورزازات بحوالي 78 كلم، يزيد من هذه الصعوبة افتقار الجماعة الى نقط لبيع هذه المواد، الا ان وجود مقالع وادي ازركي للرمال على بعد حوالي 24 كلم من مركز الجماعة، و وجود طريق معبدة تربط الجماعة بمدينة ورزازات، و توفر بعض هذه المواد محليا كالحجارة و الرمل، يخفف نسبيا من حدة هذا المشكل.

يعتبر الجفاف أهم المخاطر الطبيعية بالجماعة، و الذي يمكن اعتباره ظاهرة  هيكلية يتميز بها مناخ المنطقة، مما أثر سلبا و بشكل ملحوظ على مستوى الغطاء النباتي بها و على مخزونها من الوحيش، و أدى الى تراجع حجم انتاجها الفلاحي خاصة بمنطقة ايت اكرور المنبسطة. يضاف اليه ظاهرة الفيضانات التي تشكل أحد العوامل وراء انجراف التربة الفلاحية و ضياع الممتلكات و اتلاف مختلف التجهيزات حيث تعرفها خاصة و بشكل شبه دوري منطقة اكرنان الجبلية. كما يمكن اعتبار تنامي ملوحة التربة بمناطق كامنواسيف، ازركي، تدغست، تالوين  و  تكرت أحد المخاطر الطبيعية التي تتهدد خصوبة التربة الفلاحية بهذه الأجزاء من جماعة غساتالفيضانات

يعتبر التحديدين الاداريين رقم 381 و رقم 382 أهم مشكل عقاري بجماعة غسات، حيث يشكل عائقا مهما أمام الاستغلال الامثل للرصيد العقاري المهم للمنطقة،  يضاف الى ذلك طغيان (الملكيات) الصغيرة و ضعف التجهيزات الذي يصعب عملية الاستثمار سيما في المجال الفلاحي.

تعتبر وسائل النقل المرخصة جد محدودة بالجماعة (5 سيارات أجرة الصنف الأول و 2 نقل مزدوج)، هذا النقص الذي تعوضه وسائل النقل غير المرخصة، حيث تأمن نسبيا النقل من و الى مختلف دواوير الجماعة  وفق مواقيت و شروط تتحدد بحسب طبيعة المسالك المستعملة و نقط الانطلاق و الوصول، و يعتبر استعمال السيارات الخاصة في التنقل بالجماعة محدودا، كما أن بعض المناطق بالجماعة تعتبر في عزلة كدواوير : احسران، اسكا و بركن، أو في شبه عزلة كدواوير تاغيا ايت الحاج، تاغيا امنتلات و تسمرت.

الزائر لهذه الجماعة يلمح دون عناء كبير ومن الوهلة الأولى الوضعية المزرية والحالة الصعبة التي يعيشها سكانها، الذين يشتكون العزلة والتهميش من الجهات المسؤولة. فاذا كانت مظاهر الحرمان، الفقر، البؤس والتهميش، تطبع حياة الساكنة في مختلف الجماعات القروية بالمغرب والجنوب الشرقي عموما فان دواوير الجماعة الترابية غسات، تشكل صورة مصغرة عن هذا الوضع.

ويشكل تعبيد الطريق  أحد أبرز المعيقات بالنسبة لحياة الكثيرين من ساكنة جماعة غسات، فأمام غياب الوزارة الوصية، و”تقصير” المجالس المنتخبة في تشخيص الوضع والتركيز على هذا الموضوع الذي يعتبر من الأولويات، خاصة أنه السبيل الوحيد لفك العزلة عن كثير من المناطق، وتخليصها من المعاناة ومختلف صنوف التهميش، تظل عدد من الدواوير التابعة لهذه الجماعة دون طرق معبدة وممرات آمنة تعين السكان على قضاء مختلف حوائجهم في ظروف طبيعية.

وفي هذا الإطار تطالب الساكنة وبإلحاح الجهات المختصة بالتدخل العاجل لوضع حد للإهمال الذي يطال طرق ومسالك المنطقة، التي تعيش معها بشكل يومي في محنة ومعاناة لا تنتهي، في ظل صمت المسؤولين الذين يرفعون شعارات فك العزلة عن العالم القروي وتقريب الخدمات الأساسية من المواطنين.

 

 

 

 

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *