عبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
وأنت في طريقك إلى أرفود انطلاقا من الرشيدية ، يترائي لك و لكل زائر ، عمود من الماء يرتفع في عنان السماء ، وقد تعتقد كما قد يعتقد غيرك ، أن المطهر من عمل الإنسان ، لكن الحقيقة ما هي إلا هبة من الله .
إنها عين العاطي المعروفة بمياهها المتدفقة صوب السماء بأكثر من ثلاثة أمتار ، والتي تم اكتشافها سنة 1986 بضواحي منطقة أوفوس في اتجاه مدينة أرفود ، كانت محطة للزوار مند اكتشافها من جميع الأنحاء ، رغم أن مياهها التي كانت غير صالحة للاستهلاك و لا للسقي .
هي عين طبيعية لكنها عجيبة. عين العاطي بطريق أرفود لا تشكل فقط منظرا طبيعيا جاذبا للسياح من كل مكان.. وإنما تزخر بالمياه التي تتدفق منها بلا انقطاع لأزيد من ثلاث عقود ، بمزايا صحية كثيرة .
كانت تقذف المياه لعدة أمتار في الفضاء ، والتي كانت الى حدود بداية شهر يناير من هذه السنة 2018 ، نقطة عبور لجميع من يمر بهذه الطريق من سياح أجانب أو محليين ، وكل المارين من ساكنة درعة تافيلالت .
اليوم وبكثير من التأثر و الحسرة ، توقف صبييها بطريقة فجائية ، وجف نبعها وراء استغراب كبير لساكنة المنطقة ، دون الوصول إلى تفسير أو تحقيق في وضعية هذا المنبع المؤثر مند اكتشافه ، منبع عين العاطي “المدللة” كانت.
بعضهم ربط توقف تدفق مياه العين إلى حدوث انجرافات وانكسارات صخرية باطنية حالت دون خروج المياه إلى السطح ، وبعضهم تكهن بتردي السلوكيات الإنسانية وغيرها ، لكن الأمر بيد من أخرجها ، وها اليوم يوقف تدفق مياهها ، انه الله خالق كل شيء في هذه الدنيا الفانية .