حتى قبل أن تعلن سلطات مدينة مليلية المحتلة عن استقبال مستشفى “كوماركال” عددا من المصابين، جراء وقوع هزات أرضية عنيفة في الساعات الأولى من صباح اليوم، امتلك نشطاء “فيسبوكيون” مغاربة القدرة على استباق الجميع، والإعلان عن تسجيل حالات وفيات “خيالية”، ووقوع أضرار مادية جسيمة أحصوها من خلف أزرار حواسيبهم.
وهيمنت على مغاربة “المارد الأزرق” حالة من المبالغة المفرطة في التعليق على أخبار الهزات الأرضية التي أصابت شظاياها الحسيمة والناظور والنواحي، بعد الزلزال الذي ضرب عرض البحر بين المغرب واسبانيا، حيث أحصى بعضهم قتلى وضحايا، لم يتم تأكيدهم رسميا بعد.
وبموازاة “التسرع” في إحصاء قتلى ومصابين بجروح خطيرة، بسبب هزات ارتدادية للأرض في مناطق الريف، ارتأى “فيسبوكيون” آخرون أن يعقدوا مقارنات بين مليلية والناظور، وقال “زكي زيكو”: “إن سلطات مليلية تجلي المواطنين، وتقدم الإسعافات الأولية، بينما في الناظور، المواطنون مرميون بالشوارع”.
وفجأة ارتدى “فيسبوك” المغربي لباس الورع والتقوى بمجرد الإعلان عن هزات أرضية ببعض مناطق الريف، حيث انبرى نشطاء على تذكير الآخرين بأدعية دينية تساعد على “مواجهة” الزلزال، ومنها “اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن”.
أما عبد الصادق فاستحضر قولا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، ويتقارب الزمان، وتكثر الزلازل، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج”، قيل وما الهرج يا رسول الله؟ قال: “القتل القتل”، مضيفا “ها أنتم ترون بأم أعينكم كثرتها وتتابعها في هذا الزمن”.
وسخر معلقون آخرون من التلفزيون المغربي الذي وصفوه بالنائم والغارق في سبات عميق، “عكس التلفزة الاسبانية التي واكبت الزلزال الذي شعر به سكان عدد من مناطق الجارة الأيبيرية، وبعثت بمراسلين إلى عين المكان، بينما القنوات المغربية توجد خارج التغطية”.
وذهب نشطاء إلى ربط حدوث تلك الهزات الأرضية بأمور سياسية وفنية، حيث حمل البعض بسخرية كبيرة زلزال الريف إلى فوز “الريفي” إلياس العماري بقيادة حزب الأصالة والمعاصرة، يوم أمس، بينما ربطه آخرون بإصرار السلطات على تنظيم مهرجان “موازين” الغنائي.
وركن “فيسبوكيون” إلى التهويل من الهزات الأرضية التي شهدتها نواحي الحسيمة والناظور، ومليلية المحتلة، ونصح البعض سكان هذه المناطق بالمكوث في سياراتهم، أو المبيت في الشارع، خوفا من ارتدادات أو هزات أرضية توقعوا أن تكون أوقى وأخطر مما جرى صباح اليوم.
بالمقابل، تسلح معلقون بشيء من المنطق والعلم، وقالت لينا آدم: “إلى أصحاب التعليقات الفارغة، أقول إن الهزات الأرضية بالشمال هي أمر عاد، لأنها نتيجة تداخل الصفيحتين الأوروبية والإفريقية، فالقارتان تقتربان بأربع سنتمترات سنويا”، مشيرة إلى أن “متانة البنية التحتية ضرورية لسلامة المواطنين”.