على الطريقِ في اتجاه الريصاني، غيْرَ بعيد عنْ مدينة أرفود، يوجد متحفٌ على مساحةٍ صغيرة، لكنَّه يحْوي كنوزا، عبارة عن مستحَثات، أوْ متحجّرات لحيوانات ونباتاتٍ يعُودُ تاريخها إلى عشرات ملايين السنين.
تستقبلُ زائرَ متحف الحفريات والمعادن، المفْتوح أمامَ العموم بالمجّان، والذي تعودُ ملكيّته لإبراهيم الطاهري، مجموعة من المجسّمات، من متحجرات الحيوانات والنباتات، تحملُ معلومات حوْلَ أصنافها، وأعْمارها.
داخلَ هذا المتحفِ توجدُ قطعُ خشب متحجّر، يصعبُ تحريكها من مكانها، فعلى الرّغم من أنّها ما زالتْ محافظة على شكلها الخشبيّ، إلا أنَّ عمليّة التحجّر على مرّ القرون جعلتْها أشبهَ بقطع صخور بوزنٍ ثقيل.
في مدخل المتحف الصغير، ثمّة متحجّرات لحيوانات ونباتات بأحجام مختلفة، يصلُ عمرها إلى 65 مليون سنة، بحسب ما هو مدوّنٌ على بطائق المعلومات الخاصّة بها.
لكنّ هذا العمر، وإنْ كانَ يعود إلى عشرات ملايين السنين، إلا أنَّه يبقى صغيرا، مقارنة مع أعمار متحجرات أخرى. يقودنا أحدُ مستخدمي المتحف إلى مكانٍ حيثُ توجدُ أكبر مستحثة “مُعمّرة”، تشكّلت من نباتات بحرية، وتشير بطاقة المعلومات الخاصّة بها إلى أنَّ عمرها يصل إلى 359 مليون سنة.
لكنْ كيفَ يتمُّ تحديد أعمار هذه المتحجّرات، والتي يتمّ استقدامُها من مَحْجر بمنطقة أرفود، التي تُوصفُ بأنّها أكبر متحف مفتوحٍ في الطبيعة للمستحثات في العالم؟ يجيب مرافقنا بأنَّ هناك خبراءَ متخصّصين في هذا المجال.
وعلى الرّغم من أنَّ هذا المتحفَ يحتوي على هذه القطع النفيسة المُستخرجة من تربة المنطقة، إلا أنّه قدْ يكونُ معروفا لدى السيّاح الأجانب أكثر من السياح المغاربة، “من المؤسف أنْ لا يكونَ المغاربة يعرفون مثل هذه الأماكن”، يقول سائح من الرباط صادفناه يقوم بجولة داخل المتحف.
في الجهة الخلفيّة للمتحف، ثمّة مجموعة من السيّاح الأجانب متحلّقين حوْلَ مُستحاثّة يفحصونها، ويقولُ أحدُ المستخدمين إنَّ المتحفَ لا يزوره السياح فقط، بل أيضا الباحثون والخبراء في مجال المستحثات القادمون من الخارج، مبرزا أن الإقبال يكثر عليه في بداية السنة، وفي فصل الربيع.