الإثنين , ديسمبر 2 2024
أخبار عاجلة

الملتقى الوطني للشعر بتنجداد، محطة لصقل المواهب وتبادل التجارب

بشراكة مع جمعية قوافل سجلماسة للإبداع بالرشيدية، وبدعم من مجلس جماعة تنجداد، نظمت جمعية المهرجان للتربية والثقافة بتنجداد الملتقى الوطني الاول للشعر بتنجداد يوم 19 مارس 2016 بقاعة الاجتماعات للجماعة تحت شعار: ” الشعر إبداع وتواصل وارتقاء”.

ويأتي هذا الملتقى، حسب بلاغ صحفي عممته الجمعية المنظمة على مختلف وسائل الإعلام، وبثته وكالة المغرب العربي للأنباء على منصتها الإعلامية “في سياق مساهمة الجمعية في تكريس ثقافة الكلمة الهادفة واشاعة روح الإبداع والتواصل كجزء لا يتجزأ من شخصية الإنسان المغربي بصفة عامة والإنسان الواحي المنتمي الى ثقافة الجنوب الشرقي المشبعة بالقيم الأصيلة بصفة خاصة.”

وقد كانت مدينة تنجداد مند عشية يوم الجمعة قبلة لقوافل الشعراء من مختلف الجهات والاقاليم بحيث تواصلت عملية استقبال المشاركين الى ساعات مبكرة من يوم السبت. وذكرت اللجنة المنظمة لهذا الملتقى الذي تم تصنيفه ضمن المحطات الثقافية الجديدة المشكلة لخريطة الملتقيات الوطنية ان عدد المشاركين من الشعراء بلغ 42 شاعرا وشاعرة من مختلف الوان القرض الشعري و8 شعراء محلين من الشباب والمتمرسين المنتمين الى واحة فركلة علاوة على 17 شاعرا اخرا ينتمون الى مدن الرشيدية وكلميمة وتنغير وبومالن دادس بالاضافة الى بعض الوجوه الشابة الواعدة.

هذا وقد انطلقت مند الساعات الاولى عملية تسجيل المشاركين والحاضرين على ايقاعات محلية تراثية من اداء فرقة محلية عادت بالحاضرين الى سنوات الاداء الاصيل والكلمة الجميلة التي تعكس عمق وعراقة الموروث الحضاري لمدينة تنجداد بصفة عامة والتي تندرج في اطار ثقافة ترصع جهة درعة تافيلالت.

مختلف الكلمات الرسمية التي تعاقبت على منصة الملتقى اشادت بتنظيم هذا الملتقى واكدت دعمها له حيث اشار السيد علي مسكين النائب الاول لجماعة تنجداد الى اهمية “هذا الملتقى الوطني الأول للشعر الذي ينظم لاول مرة بمدينة “تنجداد للارتقاء بالشعر المحلي والوطني وصقل المواهب الشعرية”.

من جهته وقف السيد اضران بومدين عن الجمعية المنظمة رويا عند ما يرمي اليه الملتقى الوطني من حماية  للذوق من الانحدار والانزلاق إلى أتون المتداول من الأشكال التعبيرية الدخيلة على المنطقة زمن انتشار وازدهار مواقع التواصل الاجتماعي وارتفاع منسوب المعلومات العابرة للقارات.”

فيما اكد السيد المهدي بوزكري رئيس جمعية سجلماسة للابداع بالرشيدية وبعد تثمينه لتنظيم مثل هذه الانشطة ان “تنظيم هذا العرس الثقافي بهذا الشكل حيث  إلتآم شعراء الواحة بشعراء قدموا من كافة المدن المغربية يعتبر رغبة اكيدة للنهوض بهذا الاقليم وعلى وجه الخصوص بهذه المدينة الجميلة الكريمة التي لا يختلف اثنان من ان ثمة نهضة ثقافية تتبدى معالمها هاهنا.”

اما كلمة الشعراء المشاركين فقد اوضح من خلالها السيد لحسن عايي ان “تنجداد الآن قد وضعت القطار على السكة باحتضانها هذا الملتقى خصوصا وأن المجلس الجماعي  واع كل الوعي بأهمية الثقافة ودورها الإشعاعي والايجابي والجميل أن هذه المحطة جاءت في وقتها وموعدها ألا وهو الاحتفال باليوم العالمي للشعر، وتنجداد هي في قلب الحدث بما تحمله الكلمة من معنى.”

وفي سياق منفصل اجمعت كل المداخلات على ادانة الموقف الارعن لبان كيمون في ما يتعلق بموقفه اتجاه الصحراء المغربية قضية كل المغاربة ومحل الاجماع الوطني وفي هذا الصدد تم اصدار بيان ادانة وقعته كل الجمعيات المشاركة والشخصيات والشعراء المساهمين في هذا الملتقى.

الى ذلك انتقل الحاضرون الى الحلقة المركزية من الملتقى الوطني ويتعلق الامر بالاحتفاء وتكريم المرحوم امبار والعربي المبدع والشاعر والرسام الذي اسلم الروح الى بارئها بعد رحلة حبلى بالعطاء في مجالات شتى. كلمة السيد رئيس الجمعية بهذه المناسبة سلطت الضوء على مسار فنان اعتبره النقاد والمتتبعون ايقونة الجنوب الشرقي ومعين الاغنية الامازيغية الذي لا ينضب. بعدها استمع الحاضرون الى بعض القصائد الشعرية التي يرثي بعضها الفقيد ويبرز ما راكمه. وقد تم الاحتفاء بهذه القامة الابداعية بشكل جماعي في جو مؤثر تخللته الدموع التي استحضرت تاريخه وعطائه المدرار.

ندوة الملتقى التي تم تنظيمها في موضوع: “الشعر العربي الحديث قضايا و مقاربات” والتي ترأسها الأستاذ:محمد أكوجيل عرفت مشاركة:

  1. الاستاذ الدكتور عبد الكبير علاوي في محور “الشعر بين المحلية والعالمية”
  2. الأستاذ أحمد الصبوح في موضوع “الزجل فن العامة و الخاصة”.

المناقشة التي تلت العرضين القيمين اللذان تقدما بهما الاستاذان كانت غنية حيث تناولت مجموعة من القضايا ذات الارتباط الوثيق بجوهر الموضوع خاصة ما يتعلق بالبحث في سبل الرقي بالانتاج الشعري في مختلف تجلياته ومداهبه وتصنيفاته.

وفي نهاية الفترة الصباحية من الملتقى، وعلى ايقاع الاهازيج التراثية المحلية انصرف الجميع الى فترة استراحة وتناول وجبة الغداء.

الفترة المسائية انطلقت فعالياتها على الساعة الرابعة بعد الزوال بمباشرة قراءات شعرية للشعراء ضيوف الملتقى ومشاركة مجموعة من الشعراء الشباب المحليين والمنتمين الى بعض مدن جهة درعة تافيلالت حيث كان الشعر الامازيغي حاضر بزخمه من خلال ثلة من الشعراء الامازيغ من الرعيل الاول والشباب هذا بالاضافة الى قراءات اخرى باللغة الفرنسية حيث خيم التنوع وتعدد المشارب الفكرية مما اضفى على هذه الامسية طابعا خاصا اغنى محتوى الفقرات واسدى لها بعدا ترثانيا يعكس بجلاء تعدد الهوية المغربية في مختلف تجلياتها.

وكانت القراءات المعروضة على مستوى منصة الالقاء غزيرة حيث تعذر على رئيس الجلسة في بعض اللحظات الامساك بخيوط الاستمتاع من خلال تلاقح التجارب بين الاجيال المشكلة لخريطة الشعراء، وقد امتدت الامسية الى غاية السابعة مساء بقاعة الاجتماعات بفضاء الجماعة وسط حضور منقطيع النظير.

وقد اختتمت فعاليات الملتقى الوطني الاول للشعر بتنجداد بتوزيع شواهد المشاركة والتقدير على جميع المشاركين حيث اشرف الكاتب والباحث الامازيغي زايد اوشنى على تسليمها في جو شاعري بامتياز.

وقد واكب فعاليات هذا الملتقى معرض للوحات الفنان التشكيلي رشيد بسكري وصور فتوغرافية للفنانة زهرى من مدينة بوعرفة بالاضافة الى اهازيج من ابداع فرقة باهبي واحيدوس لفرقة اوفتو من مدينة كلميمة.

وبقاعة مأوى الخربات استمر السمر الليلي بقصائد شعرية ووصلات غنائية ومستملحات استمرت الى ساعات متأخرة من الليل هذا علاوة على تبادل التجارب بين الشعراء ومقاربات تقيمية اشادت اغلبها بمستوى المنتوج الشعري المعروض الذي جعل من ملتقى تنجداد اضافة جديدة تغني المشهد الشعري الوطني.

مراسلة ابو اكرام

نشر من قبل: منصف بنعيسي

منصف بنعيسي ويبماستر موقع زاكورة نيوز.

ربما أعجبك أيضا

فيديو: بشرى لساكنة هذه المناطق.. تزويد عدد من الجماعات بين أكذر وزاكورة بمياه سد أكذز

في هذا الفيديو، نقدم لكم خبرًا سارًا لسكان المناطق بين أكذر وزاكورة، حيث تم الإعلان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *